التوسط والمد- جائزان لورش وصلا ووقفا، فإذا لم يقع بعد كل منهما همزة نحو «خوف، وبيت»، فلا شىء فيهما لورش بل هو، وغيره من سائر القراء سواء فى قراءتهما وصلا ووقفا، وإذا وقع بعد كل منهما همزة ولكن كانت الهمزة فى كلمة أخرى نحو «خلوا إلى، ابني آدم»، فلا توسط له، ولا مد أيضا.
وقد أجمع أهل الأداء عن ورش على استثناء كلمتين فلم يجيزوا فيهما توسطا ولا مدا، وهما «موئلا» بسورة الكهف و «الموءودة» بسورة التكوير.
والمراد الواو الأولى فى لفظ «الموءودة». واختلف أهل الأداء عن ورش فى واو «سوءات» حيث وقعت [وهما فى الأعراف، وطه] فمنهم من استثناها من اللين فلم يجز فيها توسطا ولا مدا بل ألحقها بحرف اللين الذى لا همز بعده، ومنهم من لم يستثنها بل ألحقها بمثيلاتها فأجرى فيها التوسط والإشباع، وعلى هذا يكون لورش فى الكلمة تسعة أوجه: حاصلة من ضرب الثلاثة التى فى الواو فى الثلاثة التى فى البدل بعدها، ولكن الذى حققه إمام الفن الشمس ابن الجزرى واستصوبه أن الخلاف فى الواو دائر بين القصر والتوسط فقط ولا إشباع فيها وذلك لأن من مذهبه إشباع اللين. يستثنى واو «سواءات» فيقصرها، فليس لورش فيها إلا أربعة أوجه فقط وهى: قصر الواو وعليه ثلاثة البدل، ثم توسط الواو، والبدل معا، ويمتنع توسط الواو مع مد البدل لأن من مذهبه توسط الواو لا يرى فى البدل إلا التوسط وقد نظم ابن الجزرى هذه الأوجه الأربعة فى بيت واحد فقال:
وسوءات قصر الواو والهمز ثلّثا ... ووسطهما فالكلّ أربعة فادر
وينبغى أن تعلم أنه ليس المراد من قصر الواو أن تمدها بمقدار حركتين، بل المراد من القصر إذهاب المد بالكلية والنطق بواو ساكنة مجردة عن المد.
فائدة: من ذهب إلى الإشباع فى حرف اللين لورش لا يرى فى البدل إلا الإشباع أيضا، وعلى هذا إذا اجتمع فى آية مد بدل، ولين جاز لورش فيها أربعة أوجه سواء تقدم البدل أم تأخر، فمثال تقدم البدل على اللين قوله تعالى: أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ فإذا قصرت البدل تعين عليه توسط اللين، وإذا