الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين، الذى أنزل عليه «وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم»، ورضى الله عن صحابته الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك يا حنان يا منان، يا ذا الطول والإحسان.
«وبعد» فمن تشريف الله للمسلم أن يعيش فى معية كلامه، يستضيء بنوره، ويغذى عقله، وفكره بضيائه، ففي رياض القرآن الحدائق الغناء، والزهور الفيحاء، والخير والعطاء والنماء، هو أنيس المتقين، ودرة الناصحين، وعبرة المعتبرين. راحة الأرواح، وسبيل الفلاح. روض الرياحين، وملتقى المحبين، على هداه عكف الصالحون، وبأحكامه استنار العابدون، وفى دروبه مشى السائرون، ففاز كل هؤلاء بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
* والكتاب الذى بين يديك- أخى القارئ الكريم-: شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع .. أوضح فيه مؤلفه العالم العامل، والجهبذ الكامل، المحقق، المدقق فضيلة الشيخ «عبد الفتاح بن عبد الغنى القاضى» قراءة الإمام نافع أيّما إيضاح، وكشف اللثام عن جانب عظيم من الأحرف السبعة التى نزل بها كلام الفتاح على قلب الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم صلى الله عليه وسلم.
ولا غرو فإن المؤلّف من أعلام هذا الفن الجليل؛ قراءة، وإقراء وتأليفا وتحقيقا، وعلى يديه الكريمتين تتلمذ شيوخ مشايخنا، وتبحر على سواحل علمه أئمتنا، فجزاه عما قدم لكتابه خير الجزاء، وأحسن مثوبته فى الآخرة والأولى.
* ولما دفع إلىّ هذا الكتاب القيم للإفادة منه وجدته درة فى جبين أقرانه، وقبس مضاء من شمس سمائه فانشرح صدرى لمراجعته وضبطه.
* وكان النهج الذى سرت عليه، والطريق الذى هديت إليه هو ما يلى:
1 - قرأت الكتاب مرات، وقارنته بمراجع القراءات، وصححت فيه الأخطاء المطبعية التى لا تخلو من كتاب عدا كتاب الله رب العالمين.