الاستفهام، والثانية همزة الوصل، وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما، ولكن لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شىء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية واختلفوا فى كيفية هذا التغيير. فمنهم من غيّرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة، وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء.
وهاك بيان قراءة كلّ من قالون، وورش فيها.
قرأ قالون بنقل حركة الهمزة التى بعد اللام إلى اللام مع حذف الهمزة، وحينئذ يكون له ثلاثة أوجه:
الأول: إبدال الهمزة الثانية التى هى همزة الوصل ألفا مع المد المشبع نظرا للأصل وهو سكون اللام، ولعدم الاعتداد بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها.
الوجه الثانى: إبدال همزة الوصل ألفا. مع القصر طرحا للأصل، واعتدادا بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها.
الثالث: تسهيل همزة الوصل بينها وبين الألف.
وهذه الأوجه الثلاثة جائزة له وصلا، ووقفا، ويزاد له حال الوقف قصر اللام وتوسطها ومدها نظرا للسكون العارض للوقف. فيكون له حال الوصل الثلاثة الأوجه السابقة، وفى حال الوقف تسعة أوجه حاصلة من ضرب الثلاثة المتقدمة فى ثلاثة اللام.
وأما ورش فقد قرأ كقالون بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع حذف الهمزة مع الأوجه الثلاثة المتقدمة لقالون فى همزة الوصل وهى إبدالها ألفا مع المد، والقصر، وتسهيلها بين بين، ولا يخفى أن له فى مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه، القصر، والتوسط، والمد، ولكن هذه الأوجه الثلاثة فى البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر.