والفاتحة، أما الأنفال وبراءة فله- وكذا لغيره من القراء العشرة- بينهما الوقف، والسكت، والوصل وكلها من غير بسملة. وأما الناس، والفاتحة فليس له ولا لغيره بينهما إلا البسملة، وكذا لو وصل آخر السورة بأولها كمن يكرر سورة فإن البسملة حينئذ تكون متعينة، وأيضا لو وصل السورة بما فوقها فتجب البسملة حينئذ.
ويعلم من تركى بيان مذهب قالون أنه يوافق حفصا فى الفصل بين كل سورتين بالبسملة.
ولم أتعرض فى النظم لبيان مذهب نافع فى الحكم بين الأنفال وبراءة، وبين الناس والفاتحة، ولا فى حكم وصل السورة بأولها، أو وصلها بما فوقها لأن مذهبه يوافق مذهب حفص بل ومذهب القراء جميعا فى كل ما ذكر، وقد سبق بيانه.
ص- واقصر لعيسى ها يؤدّه نؤته ... نصله نولّه أرجه فألقه
ويتّقه وصل له أو اقصرا ... ها يأته وهو بطه ذكرا
وصل لورش كلّ هاء ثبتت ... فى هذه الألفاظ حيث وقعت
ش- هاء الكناية فى اصطلاح القراء هى الهاء الزائدة الدالة على الواحد المذكر، وتسمى هاء الضمير أيضا، فخرج بالزائدة الهاء الأصلية كالهاء فى «نفقه»، «لئن لم ينته» وبالدالة على الواحد المذكر كالهاء فى نحو «عليها، وعليهما، وعليهم، وعليهنّ» وتتصل هاء الكناية بالفعل نحو يؤده»، وبالاسم، نحو «أهله»، وبالحرف نحو «عليه الله».
وقد أمرت القارئ أن يقصر لقالون الهاء فى الكلمات السبع التى ذكرتها فى جميع مواضعها: الأولى «يؤده» وقد وقعت فى موضعين فى آل عمران فى قوله تعالى: وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ الآية. الثانية «نؤته» ووقعت فى ثلاثة مواضع موضعين فى آل عمران فى قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ