الله -جل وعلا- صاحب العرش يصفح، والعرش معروف أنه سقف للمخلوقات كلها، وهو أعظم المخلوقات، وإثباته ثابت بنصوص الكتاب والسنة، والله -جل وعلا- مستوٍ عليه، وفي آيات سبع ذكر فيها الاستواء، منها: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [(5) سورة طه] خلافاً للمبتدعة الذين يؤولون العرش، ويؤولون الرحمن، ويؤولون الاستواء، هؤلاء شأنهم آخر، هؤلاء مبتدعة، فعلى المسلم أن يثبت أن العرش يستوي عليه الله -جل وعلا- من غير كيف، ومن غير احتياج إليه، يعني ما هو مثل المخلوق -تعالى الله وعز-، المخلوق إذا استوى على شيء على دابة على سقف على شيء فزال هذا السقف ماذا يحصل للمستوي عليه؟ يسقط؛ لأنه محتاج إليه، ومستند إليه، أما الله -جل وعلا- فهو يمسك السماوات والأرض أن تزولا، هو الممسك لهما أن تزولا، فكيف يحتاج إليهما، ويحتاج إلى ما فوقهما؟

. . . . . . . . . ... فكلهم يعصي وذو العرش يصفحُ

ويغفر يغفر الذنوب جميعاً {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [(53) سورة الزمر] ومعلوم أن هذا بالتوبة، وفي قوله -جل وعلا-: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [(48) سورة النساء] هذا من غير التوبة.

. . . . . . . . . ... فكلهم يعصي وذو العرش يصفحُ

ولا تعتقد رأي الخوارج إنه ... مقال لمن يهواه يُردي ويفضحُ

مقال الخوارج، رأي الخوارج، عقيدة الخوارج في تكفير الناس، وإخراج الناس من دين الإسلام، هذه جريمة عظيمة؛ لأن أحكام الشخص وهو مسلم تختلف اختلافاً جذرياً عن الحكم عليه بأنه كافر، إخراجه من الإسلام أمر خطير، إذا كان لعن المؤمن كقتله فكيف بإخراجه من دينه؟ كيف بتكفيره؟ الأمر عظيم يا الإخوان، ولا يكفر إلا من ارتكب مكفر معلوم مقرر بالنصوص، بالأدلة، وتقوم عليه الحجة.

ولا تعتقد رأي الخوارج إنه ... مقال لمن يهواه. . . . . . . . .

فالمسألة مسألة هوى، ما هو مقال لمن يعتقده عاملاً بنصوص المسألة مسألة هوى، وهذا هو شأن المبتدعة، كلهم أهل أهواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015