لا، كلامهم باطل، لا حظ له من النظر، وبأدنى تأمل يسقط مثل هذا القول، لما كفر السلف الجهمية الذين قالوا بأن القرآن مخلوق، وشبهتهم راجت على بعض الناس، لا سيما وأنها دعمت بسلطة ملزمة، وخشي كثير من الناس من التكفير، يعني مع أن الشبهة راجت ودعمت بقوة، وقد يكون هناك تلبيس من بعض الناس أن هذا من طاعة ولي الأمر الذي تبنى هذه المسألة، يعني راجت هذه الشبهة، ووجدت قبول من بعض الناس، لا سيما الضعاف الذين لا يحتملون العزائم راجت عندهم هذه الشبه، وخشي بعضهم أن يرمى بالكفر لو صرح بأن القرآن مخلوق، فقال: هو يقف لا يقول مخلوق ولا غير مخلوق، يقف، ولذا قال:
ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً ... . . . . . . . . .
يعني لا تصرح كما قالت الجهمية والمعتزلة ولا تقف، بل عليك أن تعتقد وتصرح وتفصح بأن القرآن كلام الله -جل وعلا- منزل غير مخلوق.
ولا تكُ في القرآن بالوقف قائلاً ... كما قال أتباع لجهم وأسجحُوا
حتى الواقفة جهمية، ولذا جاء عن الأئمة: من وقف في القرآن فهو جهمي، ما يعفيهم أنهم وقفوا، بل لا بد أن يُنقض القول الباطل، وأن يعتقد القول الصحيح، وأما الإنسان يقف متردد حائر، لا يترجح عنده الحق، ولا يبين له بأدلته الظاهرة المتكاثرة، هذا لا شك أن الوقف حيرة، هذا إذا أحسنا بهم الظن، وقلنا: إنهم تعارضت عندهم الأدلة فوقفوا، لكن الأدلة غير متكافئة، الأدلة صحيحة صريحة في أن الله -جل وعلا- يتكلم بحرف وصوت يسمع، فالذي يقف لا شك أنه نافٍ لكون القرآن كلام الله الذي نطق به بحرف وصوت، لكنه لا يستطيع أن يصرح بأنه مخلوق لئلا يكفر.
. . . . . . . . . ... كما قال أتباع لجهم وأسجحُوا
في بعض النسخ: "أسمحوا" المقصود أنه طابت أنفسهم بهذا القول، ولانت له، وتلقوه، وقالوا به، ومثلها في المعنى "أسمحوا" يعني سمحت أنفسهم وجادت وطابت بهذا القول، وأيضاً:
ولا تقل القرآن خلق قرأتُه ... . . . . . . . . .