تهيأت، واستعدت السنة الشديدة للشر، يريد أنه كان ليث الحرب غيث الجدب.

58-

وَفَكَكْنَا غُلّ امْرِئِ القَيْسِ عَنْهُ ... بَعْدَمَا طَالَ حَبْسُهُ وَالعَنَاءُ

يقول: وخلصنا امرأ القيس من حبسه وعنائه بعدما طال عليه.

59-

وَمَعَ الْجَونِ جَوْنِ آلِ بَني الأَوْ ... سِ عَنُودٌ كَأَنَّهَا دَفْوَاءُ

يقول: وكانت مع الجون كتيبة شديدة العناد كأنها في شوكتها وعُدَّتها هضبة دَفِئَة. والجون الثاني بدل من الأول، والأول في التقدير محذوف كقوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ، أَسْبَابَ السَّمَوَاتِ} [غافر: 36، 37] .

60-

مَا جَزِعْنَا تَحْتَ العَجَاجَةِ إِذْ وَلّـ ... وا شِلالًا وإِذ تَلَظّى الصِّلاء

العجاجة: الغبار. تلظى: تلهب. الصِّلاء والصِلَى: مصدر صليت بالنار أصلى إذا نالك حرها.

يقول: ما جزعنا تحت غبار الحرب حين تولوا في حال الطراد ولا حين تلهب نار الحرب.

61-

وَأَقْدْنَاهُ رَبَّ غَسّانَ بِالْمُنْـ ... ـذِرِ كَرْهًا إِذْ لا تُكَالُ الدِّمَاءُ

أقدته: أعطيته القَوَد1.

يقول: وأعطيناه ملك غسان قودًا بالمنذر حين عجز الناس عن الاقتصاص وإدراك الأثآر، وجعل كيل الدماء مستعارًا للقصاص، وهذه هي الآية الثالثة.

62-

وَأَتْيْناهُمُ بِتِسْعَةِ أَمْلا ... كٍ كِرام أَسْلابُهُمْ أَغْلاءُ

يقول: وأتيناهم بتسعة من الملوك وقد أسرناهم وكانت أسلابهم غالية الأثمان لعظم أخطارهم وجلالة أقدارهم. الأسلاب: جمع السلب وهو الثياب والسلاح والفرس.

63-

وَوَلدْنَا عَمْرَو بنَ أُمّ أُنَاسٍ ... مِنْ قَريبٍ لَمّا أَتَانَا الْحِبَاءُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015