ألا يا لهف هند إثر قوم ... هم كانوا الشفاء، فلم يصابوا1
وقاهم جَدُّهم ببني أبيهم ... وبالأشقين ما كان العقاب2
وأفلتهنَّ علباء جريضًا ... ولو أدركنه صَفِرَ الوطاب3
ثم سار وراء بني أسد سيرًا حثيثًا إلى أن أدركهم، وقد تقطعت خيله، وقطع أعناقهم العطش، وبنو أسد جامُّون4 على الماء. فنهد إليهم5، فقاتلهم حتى كثرت الجرحى والقتلى فيهم، وحجز الليل بينهم. وهربت بنو أسد. فلمَّا أصبحت بكر وتغلب أبوا أن يتبعوه وقالوا له: قد أصبت ثأرك.
قال: والله ما فعلت ولا أصبت من بني كاهل، ولا من غيرهم من بني أسد أحدًا. قالوا: بلى ولكنك رجل مشئوم. وكرهوا قتالهم بني كنانة وانصرفوا عنه.