أرى الموت لا ينجو من الموت هاربه

وهو أكثر من أن يحصى.

33-

فَمَضى وَقَدَّمَها وَكانَت عادَةً ... مِنهُ إِذا هِيَ عَرَّدَتْ إِقدامُها

التعريد: التأخير والجبن: الإقدام هنا بمعنى التقدمة لذلك أنث فعلها فقال: وكانت، أي وكانت تقدمة الأتان عادة من العير، وهذا مثل قول الشاعر: [الطويل] :

غفرنا وكانت من سجيتنا الغَفْر

أي: وكانت المغفرة من سجيتنا، وقال رويشد بن كثير الطائي: [البسيط] :

يا أيها الراكب المزجي مطيته ... سائل بني أسد ما هذه الصوت

أي: ما هذه الاستغاثة؛ لأن الصوت مذكر.

يقول: فمضى العير نحو الماء وقدم الأتان لئلا تتأخر، وكانت تقدمة الأتان عادة من العير إذا تأخرت هي، أي خاف العير تأخيرها.

34-

فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّرِيِّ وَصَدَّعا ... مَسجورَةً مُتَجاوِرًا قُلّامُها

العرض: الناحية. السري: النهر الصغير، والجمع الأسرية. التصديع: التشقيق. السجر: الملء، أي عينًا مسجورة، فحذف الموصوف لما دلت عليه الصفة. القلام: ضرب من النبت.

يقول: فتوسط العير والأتان جانب النهر الصغير وشقَّا عينًا مملوءة ماء قد تجاور قُلّامُها، أي: قد كثر هذا الضرب من النبت عليها؛ وتحرير المعنى: أنهما قد وردا عينًا ممتلئة ماء فدخلا فيها من عرض نهرها، وقد تجاوز نبتها.

35-

مَحفوفَةً وَسطَ اليَراعِ يُظِلُّها ... مِنهُ مُصَرَّعُ غابَةٍ وَقِيامُها

اليراع: القصب. الغابة: الأجمة، والجمع الغاب، الْمُصَرَّع: مبالغة المصروع. القيام: جمع قائم.

يقول: قد شَقّا عينًا قد حفت بضروب النبت والقصب، فهي وسط القصب يظلها من القصب ما صرع من غابتها وما قام منها، يريد أنها في ظل قصب بعضه مصرّع وبعضه قائم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015