مَدْحُ الملوكِ وسعيٌ في مسرَّتهم ... ثم الغِنى ويدُ الممدوح تنطلق1

كان لشعر زهير تأثير في نفوس العرب، وكان مقرّبًا من أمراء ذبيان، وخصوصًا هرم بن سنان والحارث بن عوف.

وزهير عريق في الشعر، كان له فيه ما لم يكن لغيره وليس هذا فحسب فإنه عاش للشعر يعلّمه ابنيه بجيرًا وكعبًا من جهة، وأناسًا آخرين من غير بيته أشهرهم الحطيئة، فهو تلميذه وخرّيجه. وفي أخباره مع ابنه كعب ما يدل على الطريقة التي كان يخرّج بها الشعراء، فقد كان يلقنهم شعره فيروونه عنه، وما يزالون يتلقونه حتى ينطبع في أنفسهم طريقة نظم الشعر وصوغه، وهو في أثناء ذلك يمتحن قدرتهم، بما يلقي عليهم من أبيات يطلب إليهم أن يجيزوها بنظم بيت على غرار البيت الذي ينشده في الوزن والقافية، ولابنه كعب قصيدة معروفة في مديح الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي ذائعة مشهورة2.

ويقال: إنه لم يتصل الشعر في ولد أحد من الفحول في الجاهلية ما اتصل في ولد زهير، وفي الإسلام ما اتصل في ولد جرير3.

وقيل: إن زهيرًا كان راوية أوس بن حجر زوج أمه، وكان أوس راوية الطفيل الغنوي وتلميذه4.

وقد جمعت أشعاره في ديوان شرحه ثعلب المتوفى سنة 291هـ. ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية، وقد طبع سنة 1323هـ. وشرحه الشنتمري المعروف بالأعلم المتوفى سنة 476هـ. وقد طبع هذا الشرح في ليدن سنة 1306هـ. وله شروح أخرى ضاعت أو لم نقف عليها5.

وقد ترجم كثير من ديوانه إلى الألمانية، وللمستشرق الألماني: ديروف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015