خاله كعب: أفردوا لي سهمي، فأبيا عليه ومنعاه حقّه، فكف عنهما، حتّى إذا كان الليل أتى أمه، فقال: والذي أحلف به لتقومن إلى بعير من هذه الإبل فلتقعدنّ عليه أو لأضربن بسيفي تحت قرطيكِ. فقامت أمّه إلى بعير منها سنامه، وساق بها أبو سلمى وهو يرتجز ويقول:
وَيْلٌ لأجمال العجوز منّي ... إذا دنوت ودنون مني
كأنني سمعمع1 من جن
وساق الإبل وأمه حتى انتهى إلى قومه مزينة، فذلك حيث يقول:
ولتغدون إبل مجنبة2 ... من عند أسعد وابنه كعب
الآكلين صريح قومهما ... أكل الحبارى3 بُرْعُم الرّطب4
قال: فلبث فيهم حينًا، ثم أقبل بمزينة، مغيرًا على بني ذبيان، حتى إذا مزينة أسهلت وخلّفت بلادها، ونظروا إلى أرض غطفان، تطايروا عنه راجعين، وتركوه وحده، فذلك حين يقول:
من يشتري فرسًا لخير غزوها ... وأَبتْ عشيرة ربّها أنْ تُسهِلا
يعني أن تنزل السهل. قال: وأقبل حين رأى ذلك من مزينة حتى دخل فيه أخواله بني مرة، فلم يزل هو وولده في بني عبد الله بن غطفان إلى اليوم5.