انتصف، (البُهْرَة) بالضم: وسط كل شيء.

"فمال عن الطريق، فوضع رأسه، ثم قال" لأصحابه:

"احفظوا علينا صلاتنا"؛ أي: وقت صلاتنا.

"فكان أول من استيقظ رسول الله عليه الصلاة والسلام، والشمس في ظهره، ثم قال: اركبوا، فركبنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس، نزل - صلى الله عليه وسلم -، ثم دعا بميضأة" بكسر الميم: مطهرة كبيرة يتوضأ بها.

"كانت معي، فيها شيء من ماء، فتوضأ منها وضوءاً دون وضوء"؛ أي: دون وضوئه الذي كان يكثر فيه إراقة الماء؛ يعني: توضأ وضوءاً وسطاً لقلة الماء، وقيل: أراد: أنه استنجى في هذا الوضوء بالحجر لا بالماء.

"قال: فبقي فيها شيء من ماء، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: احفظ علينا مِيضأتك، فسيكون لها نبأ"؛ أي: خبر، والمراد هنا: أن يكون لها شأنٌ يتحدث به الناس.

"ثم أذن بلال بالصلاة، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركعتين، ثم صلى الغداة": وفي تأخيره - صلى الله عليه وسلم - قضاء الصلاة دليلٌ على أن من نام عن صلاة، أو نسيها، لا يجب عليه القضاء على الفور، وعلى استحباب مفارقة الموضع الذي ترك فيه المأمور، أو ارتكب فيه المنهي، واستحباب الإتيان بالمتروك في موضع آخر ترغيماً للشيطان.

"فركب وركبنا معه، فانتهينا إلى الناس حين امتدَّ النهار"؛ أي: ارتفع.

"وحمي كلُّ شيء"؛ أي: اشتدت حرارته.

"وهم يقولون: يا رسول الله! هلكنا وعطشنا، فقال: لا هُلْك عليكم": و (الهلك) بالضم وسكون اللام: اسمٌ للهلاك.

"ودعا بالميضأة، وجعل يصب وأبو قتادة يسقيهم، فلم يَعْدُ أن رأى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015