وروي بتشديد اللام على بناء المجهول؛ أي: جُعِلوا والين.
* * *
2782 - وقال: "ما بَعَثَ الله مِن نبيٍّ ولا استخلَفَ مِن خَليفةٍ إلا كانَتْ لهُ بِطانتَان: بِطانَةٌ تَأمُرُهُ بالمعروفِ وتَحُضُّهُ عليهِ، وبطانةٌ تأمرُهُ بالشرِّ وتَحضُّهُ عليهِ، والمعصومُ مَن عَصَمَهُ الله".
"وعن أبي سعيد - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان"؛ أي: داعيان باطنان: أحدهما الملك، والآخر الشيطان، وبطانةُ الرجل: صاحب سرِّه الذي يشاوره في جميع أحواله، وقيل: البطانة: الخليل والخاصة.
"بطانة تأمره بالمعروف وتحضه"؛ أي: تحرِّضه وتحثُّه "عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضُّه عليه"؛ أي: لكلِّ أحدٍ جليسٌ أو خليلٌ يأمر بالخير، وآخَرُ بالشر.
"والمعصوم مَن عصمه الله"؛ يعني: لا يقدر الرجل على طاعة ذا أو ذاك إلا بتوفيقه تعالى.
* * *
2783 - وقال أنس: كانَ قيسُ بن سعدٍ - رضي الله عنه - مِن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بمنزلةِ صاحِبِ الشُّرَطَةِ مِن الأميرِ.
"وقال أنس - رضي الله تعالى عنه - كان قيس بن سعد" هو سعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج، وقيس هذا ذو رياسة للجيوش صاحب رأي صائب وكرم وسخاء.