الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، ثم أتى الصفا فعَلاَه حتَّى ينظر إلى البيت، فرفع يديه فجعل يذكر الله ما شاء ويدعو": وبهذا قال أحمد وسفيان الثوري.

* * *

1860 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "الطَّوَافُ حَولَ البَيْتِ مِثْلُ الصَّلاةِ إلَّا أَنكمْ تتكَلَّمُونَ فيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فيهِ فلا يَتكَلَّمَنَّ إلَّا بِخَيْرٍ"، ووقفَه الأكثَرون على ابن عباس.

"وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النَّبيّ عليه الصَّلاة والسلام قال: الطواف حول البيت مثل الصَّلاة"؛ أي: في وجوب الطهارة عن الحدث والخبب وستر العورة.

"إلَّا أنكم تتكلمون فيه" يجوز أن يكون الاستثناء متصلاً؛ أي: إلَّا في التكلم، وأن يكون منقطعاً؛ أي: لكن رخِّص لكم التكلُّم فيه.

"فمن تكلم فيه فلا يتكلمن إلا بخير" "وقفه الأكثرون على ابن عباس".

* * *

1861 - وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "نزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ وَهُوَ أَشَدُّ بَياضاً مِنَ اللَّبن، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بني آدَمَ" صحيح.

"وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: نزل الحجر الأسود من الجنة، وفي بعض النسخ: (حجر الأسود) بالإضافة، فيكون من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، وهذا يجوز حمله على ظاهره، ويجوز التأويل بأنه أراد به مشاركتَه لجواهر الجنة في الكرامة كأنه نزل منها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015