"استغفر ثلاثاً" يعني طلب المغفرة بلفظ: ((أستغفر الله، أستغفر الله)) كما قال الأوزاعي وهو من رواة الحديث.

"استغفر ثلاثاً" يعني طلب المغفرة ثلاثاً، ويشرع بعد كل عبادة الاستغفار لجبر الخلل الواقع في هذه العبادة، "وقال: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ذا الجلال والإكرام)) " ((اللهم أنت السلام)) هذا من أسمائه الحسنى السلام، السالم من كل عيب، ومن كل نقص ((ومنك السلام)) التسليم والسلامة لخلقك ((تبارك)) بعضهم يقول: "وتعاليت" لكنها لم تثب.

((ذا الجلال والإكرام)) بدون ياء، وهذه رواية محفوظة في الصحيح وغيره، مع أنه جاء بالياء، ياء النداء، يا ذا الجلال، وإثباتها وحذفها سيان، يعني سواء قال: يا ذا الجلال أو قال: ذا الجلال.

"قال الوليد بن مسلم: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال تقول: أستغفر الله، أستغفر الله" يعني بلفظ: أستغفر الله، لكن لو قال بدل: أستغفر الله أطلب الله المغفرة، أو اللهم اغفر لي؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا انصرف استغفر ثلاثاً، وطلب المغفرة: اللهم اغفر لي هذا استغفار، لكن الراوي فسر هذا الاستغفار في هذا الموضع: أستغفر الله، أستغفر الله، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يحفظ عنه في المجلس الواحد أكثر من مرة يستغفر الله، قال: ((إنه ليغان على قلبي حتى إني أستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة)) المقصود أن هذا الاستغفار مطلوب من كل أحد، وإذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستغفر الله فغيره من باب أولى.

وجاء في الحديث: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن ضيق مخرجاً ... )) إلى آخره.

وجاء عن حذيفة أنه كان جبل على شيء من الشدة في الخلق، فوجهه النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى الاستغفار أن يكثر من الاستغفار، فمن جبل على حرارة الطبع، أو كثرة الكلام، وكثرة الخصومات، وشيء من هذا عليه أن يلزم الاستغفار، والاستغفار مطلوب منه ومن غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015