فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟ فلا يلزم خارج الصلاة أن نقول: اللهم صل على محمد وآله، إذا قلت: صلى الله عليه وسلم كما هو صنيع الأئمة تم الامتثال في الآية؛ لأن الآية ليس فيها أكثر من هذا: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا} [(56) سورة الأحزاب] فإذا قلت: صلى الله عليه وسلم انتهى الإشكال وامتثلت، بينما يقول الصنعاني والشوكاني ويتبعهم صديق كما هي العادة تأثراً بالبيئة التي عاشوا فيها: لا بد أن تقول: وآله وإلا تأثم، ما تم الامتثال، وتبعاً لذلك قالوا: إن جميع العلماء الذين لا يقولون: وآله، يعني الأئمة -أئمة الإسلام كلهم- يعني هل تجدون في كتب الحديث وآله أو صلى الله عليه وسلم؟ بدءاً من الأئمة من أولهم من مالك إلى آخرهم، الذين ألفوا وكتبهم موجودة في أيدينا ما فيها ما ذُكر، ولا بحثوا هذه المسألة في روايتهم لهذا الحديث ولا لغيره، إنما قصروا هذه الصيغة "إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا" قالوا: لا، هؤلاء العلماء تركوا الصلاة على الآل مداراة للحكام؛ لأن بني أمية لا يرضون بالصلاة على الآل، أولاً: جميع المؤلفين ليسوا في عصر بني أمية إنما هم في عصر بني العباس وهم من الآل، ليسوا في عصر بني أمية، إنما هم في عصر بني العباس، فكيف يدارون آل البيت في الصلاة على الآل؟ قالوا: لا، إن هذا من باب: اقتلني ومالكاً، واقتل مالكاً معي، هذا كلام يقابل في مقابل هذه النصوص في تجهيل وتضليل أئمة الإسلام كلهم، وأنهم واطئوا الحكام وتركوا الصلاة على الآل؟ لا، بني العباس من الآل حتى قال القائل في مجلس المنصور وهو من الآل: {يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء} [(69) سورة النحل] قال: يخرج من بطونها يعني من بطون آل البيت يتزلف للمنصور، فقال واحد من العوام الحاضرين: جعل الله شفاءك فيما يخرج من بطون آل البيت، يعني بنو العباس من آل البيت، يعني كيف يمالئ مالك وأحمد والبخاري ومسلم، أئمة المسلمين كلهم يمالئون آل البيت .. ، هذا كلام ليس بصحيح؛ ولنعرف أن هذا يعني قصر العام على فرد من أفراده ليست طريقة علمية، ولذا يلزمنا أن نقول في قوله -جل وعلا-: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم