"قال: الوهم من جعفر" يعني ليس من علي بن علي، إنما هو من جعفر بن سليمان، وعلى كل حال الحديث له طرق تجعله مقبولاً.
ثم قال:
"وعن عبدة أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يجهر بهؤلاء الكلمات يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة كبر، ثم يقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)) يعني الاستفتاح بهذا اللفظ وارد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- مرفوعاً من حديث أبي سعيد، ووارد من قول عمر -رضي الله عنه-، أن عمر بن الخطاب كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
الموقوف على عمر ذكره مسلم في صحيحه، والمرفوع عرفنا ما فيه من الكلام، المرفوع فيه كلام لأهل العلم، مضعف بسبب ما قيل في علي بن علي، وفيه وهم أيضاً من قبل نعم؟ جعفر بن سليمان، وحديث عمر يرويه عبدة أن عمر، يرويه عبدة لا يرويه عن عمر، إنما عبدة يقول: أن عمر -رضي الله عنه- كان يجهر بهؤلاء الكلمات، يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك" هذا ينبني على كون عبدة أدرك عمر أو لم يدركه؟ إن كان أدرك عمر فهو يحكي قصة أدركها، وإن كان لم يدرك عمر فهو يحكي قصة لم يدركها، وعلى كل حال الخبر في صحيح مسلم.
يقول: "ذكره مسلم في صحيحه لأنه سمعه مع غيره" يعني عبدة سمعه مع غيره، المقصود أن عمر كان يجهر بها ويعلمها الناس، فلكثرة من يرويها عن عمر مسلم -رحمه الله تعالى- لكثرة من يرويها عن عمر، واستفاضة هذا اللفظ عن عمر اكتفى الإمام مسلم بهذه الاستفاضة عن تطبيق الشرط، وإلا فعبدة لم يدرك عمر، ولم يسمع منه، إنما رآه رؤية، مجرد رؤية لا يثبت بها اتصال.
وليس هو على شرطه؛ لأن شرط مسلم المعاصرة، وهو بسنة أو سنتين هذا معاصر لمن مات بعد ذلك مباشرة؟ لا تكفي مثل هذه المعاصرة، إنما المعاصرة مع إمكان السماع، وهنا السماع غير محتمل، نعم رآه رؤية.
يقول: "وليس هو على شرطه، فإن عبدة بن أبي لبابة لم يدرك عمر، بل ولم يسمع من ابنه إنما رآه رؤية" كذا عندكم؟