يعني هذا مما يمحوه الله ويثبته؟! {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} [(39) سورة الرعد] يعني كان له وصف غير هذا ثم مُحي وأثبت الصديقية من باب: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ} [(39) سورة الرعد]؟ نعم؟ أو نقول: إنه في اللوح المحفوظ صديق؟ كما أن محمداً -عليه الصلاة والسلام- في اللوح المحفوظ نبي، نوح نبي في اللوح المحفوظ، يعني هل كان غير نبي في اللوح المحفوظ ثم كتب نبي؟ وهذا كان غير صديق ثم كتب صديق؟ المقطوع به أن ما في علم الله -جل وعلا- لا يتغير، ولا يتجدد في علمه شيء، لكن بالنسبة لعلم الملائكة، لعلم المخلوق قد يتجدد، ويجاب بهذا عن: ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره فليصل رحمه)) الأجل مكتوب، والرزق مكتوب من قبل، فكيف يتغير ما كتب بصلة الرحم؟ نقول: الذي يتغير ما في علم الملك، وأما ما في علم الله فلا يتغير، وهنا: ((حتى يكتب عن الله صديقاً)) وأبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- لما قال له من قال: إن صاحبك يخبر أنه ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة جاءوا فرحين بها، قد جزموا بأن أبا بكر سوف يحكم العادة، والعادة أن بيت المقدس أن يصله أحد بليلة ويرجع، فظناً منهم أن أبا بكر سوف يحكم العادة، وينفي ما جاء به النبي -عليه الصلاة والسلام- فجاءوا بالخبر مستبشرين؛ لأن أبا بكر هو الرجل الثاني، فإذا تخلى الرجل الثاني وجد الخلل، يعني ما ذهبوا إلى غير أبي بكر؛ لماذا؟ لأن الخصم يذهب إلى من له أثر، يعني لو ذهبوا إلى شخص عادي من أعراب المسلمين، وقال: أبداً ما هو بصحيح وارتد أثره مثلما لو كان ما حصل من أبي بكر؟ نعم الخصم إنما يذهب إلى من له أثر؛ ليزعزع إيمانه، ويخلخل ما عنده، فإذا كسبه كسب العشرات بل المئات، يعني مثل ما يتجه أعداء السنة مثلاً إلى الطعن في أبي هريرة، ويش الهدف من الطعن في أبي هريرة؟ هل أبو هريرة أفضل الصحابة؟ ما طعنوا في أبي بكر مثل ما طعنوا في أبي هريرة؛ لأنهم إذا طعنوا في أبي هريرة نسفوا الدين، نصف الدين جاء عن طريق أبي هريرة، ما في شخص لا من المتقدمين ولا من المتأخرين طعن في أبيض بن حمال مثلاً، الذي ما يروي إلا حديث واحد، فهم يعمدون إلى من له أثر، إذا حصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015