يقول: كان أبي مريضاً مرضاً خطيراً وأجرى عملية على الأمعاء، وفتحت له فتحة في جنبه، تخرج منها النجاسات في كيس باستمرار، فوجدته توقف عن الصلاة؛ لأنه رأى أن النجاسة تخرج باستمرار، فأمرته بالصلاة على حاله، فيصلي صلوات كثيرة بلا طهارة، ثم علمت أنها لا تسقط عليه لحديث المستحاضة، فأتيته بحجر يتيمم به؛ لأنه كان ملازماً للفراش، فماذا عليه بالنسبة للصلوات التي صلاها بلا طهارة ماء ولا تيمم بناءً على ما أفتيته به؟
إن كنت ممن تبرأ الذمة بتقليده فلا شيء عليه، وإن كنت ممن لا تبرأ الذمة بتقليده فعليك أن تتقي الله -جل وعلا-، وهو يعرف ذلك أنك ممن لا تبرأ الذمة بتقليده عليه أن يقضي هذه الصلوات، وعليه أن يتطهر حسب الإمكان، وأما إيقاف النجاسة فحكمه حكم من حدثه دائم يصلي ولو خرجت النجاسة.
يقول: ألا يمكن أن نجمع بين حديث عائشة -رضي الله عنها- وقولها: "كن نساء المؤمنات يشهدن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر متلفعات بمروطهن" إلى أن قالت: "لا يعرفهن أحد من الغلس" وحديث: ((أصبحوا بالصبح فإنه أعظم لأجوركم)) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يبين أن الإمام يجب أن يراعي حال الناس، فتارة يصلي الفجر بغلس، وتارة يصبح بها، وذلك بحسب طول الليل وقصره، خصوصاً في أوقات الصيف والشتاء لرفع المشقة عن الناس، حيث يطول الشتاء ويقصر الصيف، فيصلي شتاءً بغلس، وصيفاً يصبح بها؟
على كل حال كل هذا وهذا يدل على أنه يبادر بها في أول وقتها، إنما قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أسفروا)) ((أصبحوا)) هذا يدل على التأكد من دخول الصبح؛ لأنه ما دام يصليها بغلس، وجاء في صلاته في مزدلفة أنه صلاها قبل وقتها، قد يظن ظان أنه لا مانع أن تصلى قبل دخول وقتها؛ فلئلا يتطرق مثل هذا الفهم قال: ((أصبحوا)) و ((أسفروا)).
يقول: وقت الدرس مناسب جداً لأن البعض يكون في مناطق بعيدة جداً عن مكة على خمسمائة كيلو، أنا منهم، وعندما تأتينا الرسائل بوجود درس نتقطع حزناً وألماً؛ لأننا غير موجودين بمكة لظروف تعيين المدرسين في شتى مناطق المملكة، ونطلب من إخواننا الصبر والاحتساب على الوقت، والله المستعان.