"فلا غفل غمزتهما فخرجتا، وكان يوم عيد يعلب السودان بالدرق والحراب" يعني مما يتمرن به على الجهاد، يعلبون بالدرق والحراب من أجل أن إعداد العدة للعدو، يتمرنون بذلك، كما حصل من النبي -عليه الصلاة والسلام- من المسابقة والمصارعة، وغير ذلك مما يعين على الجهاد.
"فإما سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" نسيت هل سألت الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو هو بادر "قال: ((تشتهين تنظرين؟ )) فقلت: نعم، فأقامني وراءه خدي على خده -عليه الصلاة والسلام-" وهم لا يرونها، يعني هي تنظر إليهم من بعد، إما من بيتها، أو من ناحية في المسجد "وهو يقول: ((دونكم بني أرفدة)) " يعني استمروا من أجل أن تنظر عائشة -رضي الله عنها وأرضاها-، قد يقول قائل: إن هي من وراءه -عليه الصلاة والسلام- لا يرونها بلا إشكال، لكن هل تراهم؟ نعم تراهم، على أن لا تحدد المرأة في وجه الرجل، يجب عليها أن تغض بصرها، أما أن ترى مجموعة من الناس إما خارجين من مسجد أو في سوق أو ما أشبه ذلك لا أحد يأمرها بأن تغمض عينيها، عليها أن تغض بصرها، كما أن الرجل يجب عليه أن يغض بصره عن النساء.
"وهو يقول: ((دونكم بني أرفدة)) حتى إذا مللت" ملت من النظر وملت من القيام "قال: ((حسبكِ؟ )) قلت: نعم" يعني يكفيك ما نظرتِ إليه "قلت: نعم، قال: ((فاذهبي)) متفق عليه" والنبي -عليه الصلاة والسلام- يفعل مع عائشة -رضي الله عنها- لصغر سنها ما لا يفعله مع غيرها من أمهات المؤمنين الذين يكبرنها في السن، فينبغي أن يعمل كل إنسان بما يليق به، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعيد نكرر ما قلناه في أول الدرس أن درس الغد -إن شاء الله- نستكمل فيه ما يُمنع لبسه أو يكره، يعني كتاب اللباس، والذي يليه بعد غد، ابتداء من الساعة السادسة صباح الخميس، في هذا المكان نكمل ما يتعلق بالكسوف والاستسقاء، ونكون بهذا أنجزنا إلى كتاب الجنائز، وفي الأسبوع الثاني من شعبان -إن شاء الله تعالى- في الثلاثة الأسابيع الأخيرة من شعبان نبدأ بكتاب الجنائز في الحرم -إن شاء الله تعالى-، ونكون بذلك ...
طالب:. . . . . . . . .