عليها، نظير ذلك هذه المناظرات التي ابتلي بها الناس في القنوات ووسائل الإعلام، تجد هذا المبتدع فصيح اللسان، واضح العبارة، حاضر الذهن، ومقابله أقل منه، لا شك أنه سوف يغلبه في الحجة، وعامة الناس ما يدريهم أن هذا هو الحق وذاك هو الباطل، فيتأثر عامة الناس وأشباه العوام بهذه المناظرات، وهذه فيها خطر عظيم على عوام المسلمين، ونسمع بعض من يسأل وهو لا يقرأ ولا يكتب عن بعض الشبه؛ لأنه سمع في هذه القنوات وهذه المناظرات، فهذه المناظرات العلنية لا شك أن خطرها عظيم، لكن إذا انبرى المبتدع للمناظرة، وأراد أن ينفث سمومه ولا راد له ولا رادع لا بد أن يرد عليه، فيبحث عن أولى الناس بالرد، لا يؤتى بأي شخص؛ لأنه إذا انقطع الخصم كأن الناس قالوا: غُلب، وانقطعت حجته، وعلى هذا يتبعه مذهبه، فلا بد أن ننتقي لهذه المناظرات من يجتمع فيهم العلم التام المناسب لمناظرة مثل هذا المبتدع، وأيضاً حضور الحجة، حضور الحجة لا بد منه؛ لأن بعض الناس عنده علم، وعنده أدلة، وعنده نصوص، لكنه إذا أرادها غابت، فإذا استلقى على فراشه فطن، وذكر الدليل، وذكر الحجة هذا ما ينفع؛ لأنه إذا انقطع المناظر انقطع مذهبه، ما يقال: والله فلان عجز، يقال: أهل السنة عجزوا.
فعلى كل حال هذه البدع شرها عظيم، وهي شر الأمور على الإطلاق هذه المحدثات.