"كذا براوٍ" لا يرويه عن فلان إلا فلان، لا يروي هذا الحديث عن أبي هريرة إلا أبو زرعة، لا يروي هذا الحديث عن عمر إلا علقمة "كذا براوٍ" هذا تفرد بالرواية عن عمر، تفرد بالرواية عن أبي هريرة "أبو بمصرٍ حققه" هذه سنة .. ، كثيراً ما يقولون: هذه سنة تفرد بها أهل البصرة مثلاً، أو المدينة، أو مكة، أو ما أشبه ذلك، هذه كلها غرابة نسبية.
وإن تجد متابعاً أو شاهداً ... لخبر الآحاد كان عاضدا
زال بها تفرد عن فرد ... واشتهر العزيز دون رد
وازداد شهرةً بها الذي اشتهر ... وكشفه بالاعتبار قد ظهر
فإنما يحصل ذا لمن سبر ... طرق الحديث ثم إياه اعتبر
عندنا مصطلحات، شيء اسمه: الاعتبار، وشيء اسمه: المتابع، وشيء اسمه: الشاهد، عنون لهذه المصطلحات الثلاثة في ابن الصلاح وغيره: الاعتبار والمتابعات والشواهد، وإن استدرك وانتقد العنوان؛ لأن نسق المتابعات والشواهد على الاعتبار يوهم بأن الاعتبار قسيم للمتابعات والشواهد، وهو في الحقيقة ليس بقسيم، ليس عندنا إلا متابعات وشواهد، الاعتبار ما هو؟ هيئة التوصل إلى المتابعات والشواهد، طريقة البحث هذا هو الاعتبار.
الاعتبار سبرك الحديث هل ... شارك راوٍ غيره فيما حمل؟
فسبرك هيئة التوصل طريقة التوصل عن المتابعات والشواهد يسمى: اعتبار.
نأتي إلى المتابعات والشواهد، هذا الحديث الفرد بحثت ما وجدت له شاهد، فإذا خلا عن المتابعات والشواهد كما يقول الحافظ:
. . . . . . . . . ... وما خلا عن كل ذا مفارد