"وقد تولى القضاء بالقاهرة، وتشفع بها، ثم رحل إلى الشام".
وليس من شك في قدوم ابن مالك إلى القاهرة، وإنما الشك كل الشك في توليه القضاء بها.
ذلك أن منصب القضاء من المناصب الخطيرة في الدول الإسلامية، والمصنف حين مروره بمصر كان صغير السن، ولم يكن حصل من العلم القدر الذي يؤهله -وهو غريب من الديار- لهذا المننصب الخطير.
هذا إلى أنه كان بمصر في ذلك الوقت من العلماء من يملأ منصب القضاء، إن أصبح الناس يومًا، ورأوا منصب القاضي شاغرًا.
منهم على سبيل المثال لا الحصر: عبد العظيم المنذري، وشهاب الدين القرافي، وابن الحاجب، وابن معط.
يضاف إلى هذا أن صاحب كتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" تعرض لمن تولوا القضاء في مصر (?)، ولم يذكر فيهم ابن مالك.
ومهما يك من شيء فإن ابن مالك مر في طريقه إلى الشام على "مصر"، وأقام فيها ما شاء الله أن يقيم، ثم ارتحل إلى الأراضي المقدسة رغبة في الحج، ثم سافر إلى "دمشق"، وحضر فيها دروسًا على بعض علمائها، ثم انتقل إلى "حلب"، فأقام فيها أزمانًا يشتغل بالتدريس، ثم رحل إلى "حماة"، ومنها عاد غلى "دمشق"، فتصدر للتدريس فيها بجانب مهمة القراءة على التربة العادلية، وظل كذلك