ثم بينت أن جواب غير النفي إذا خلا من الفاء، وقصد الجزاء جزم بما هو له جواب؛ لأنه شبيه بالشرط في جواز وقوعه وعدم جواز (?) وقوعه بالنسبة إلى علم (?) الشخص المتكلم (?) به (?).
بخلاف النفي فإن الشخص المتكلم به محقق لعدم الوقوع فخالف الشرط، ولم يكن له جواب مجزوم.
وأكثر المتأخرين ينسبون جزم جواب الطلب لـ"إن" مقدرة.
والصحيح أنه لا حاجة إلى تقدير لفظ "إن" بل تضمن لفظ الطلب لمعناها معغن عن تقدير لفظها كما هو مغن (?) في أسماء الشرط نحو: "من يأتني أكرمه".
وهذا هو مذهب الخليل وسيبويه (?).
ولا يعل للنهي جواب مجزوم إلا إذا صح المعنى بتقدير دخول "إن" على "لا" نحو: "لا تفعل (?) الشر يكن خيرًا لك".
فللنهي ههنا (?) جواب مجزوم؛ لأن المعنى يصح بقولك: "إن لا تفعل الشر يكن خيرا لك".