[قد كنت قرأت في بعض السنين كتاب السلم]، [قرأت] يعني للطلاب تدريسًا ((السلم المنورق)) وأل فيه للعهد الذهني [لجماعةٍ من المبتدئين] الذين شرعوا في علمٍ قد يكون مبتدئين مطلقًا وقد يكون مبتدئين في خصوص الفن، يحتمل هذا ويحتمل ذاك، والمبتدئ هو الذي بدأ في العلم ولم يتصور بعد المسائل، الذي لم يتصور المسائل يعني: لم يعلم حقيقة المسائل، ما يدري ما هو الفن؟ وفي ماذا يبحث هذا الفن؟ يسمى مبتدئًا، فإن تصور المسائل دون دليل فهو المتوسط، فإن تصور المسائل مع أدلتها فهو المنتهي هكذا [فسألوني أن أملي عليه كلماتٍ]، وهذا تواضعٌ منهم بأن هذا الشرح إنما هو كلمات وليس بذات الشرح الذي يكون في مرتبة شروح المتون عند أهل العلم [توضح] هذه الكلمات [ما أشكل منه]، يعني: من السلم. يقال: أشكل الأمر التبس. [وتفتح] أي هذه الكلمات [ما أُغلق منه] يعني من السلم، قالوا: أَغْلَقَ واْسَتغْلَق المسألة عَسُر فهمها [مع الاقتصار على معانيه وإعراب مبانيه] انظر هنا جمع بين الأمرين: الإعراب، والمعنى. بأن الثاني يوصل إلى الإعراب والمعنى، لأن الأول يوصل إلى الثاني، يعني: فهم المعاني إنما يكون بإعراب المباني، هذا هو الأصل، الأصل لغةً وعقلاً وعرفًا عند أهل العلم أن المعاني إنما تستنبط بفهم الإعراب، ولذلك هو طريقٌ لفهم المعاني قد يوجد المعنى العام دون إعراب، وهذا الذي يُزَهِّدُ بعض طلاب العلم في دراسة النحو كونه يدرك بعض المعاني العامة وبعض ما يدركه من خارجٍ عن اللفظ فيظن أنه لا يحتاج إلى النحو لأنه فهم، وإذا فهم حينئذٍ بطل فائدة النحو نقول: لا، المعاني الدقيقة والمعاني التي يريدها المتكلم سواءً كان في القرآن أو في غيره هذه لا يوصل إليها ولا يتوصل إليها إلا بفهم لسان العرب الذي هو إقامة الإعراب. إذًا [مع الاقتصار] على ماذا؟ [على معانيه وإعراب مبانيه]، يعني: الألفاظ. [فأمليت عليه ما تيسر من حفظي، ولم أراجع فيه مادةً سوى محلين أو ثلاثة]، وكأن هذا الكتاب يكون محفوظًا وفيه فائدة وهي: أن أهل العلم كانت تكتب عنهم الكتب إملاءً، وهذا موجودٌ قديمًا وحديثًا ومثل ما ذكره المصنف هنا ما يوجد الآن في تفريغ الأشرطة التي يمليها أهل العلم من الدروس ثم بعد ذلك تحول إلى كتب وهي من جنس ما ذكره المصنف هنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015