محمدٍ محمدٌ يجوز فيه الوجهان الرفع، ويجوز فيه الخفض، وأما النصب فلا يُساعده الرسم، لأنه يكون محمدًا هو لم يرسم الألف الناظم، إنما يبقى على [يصح فيه أوجه الإعراب الثلاثة، فالجر بدلٌ من خير]، (مَنْ خَصَّنَا بِخَيْرِ) من هو؟ قال: (مُحَمَّدٍ). فهو بدل كل من كل أو عطف بيان، [والرفع خبر مبتدأ محذوف] خبر محذوف هو محمدٌ [والنصب مفعول أمدح، لكن الرسم لا يساعد النصب] وإذا كان كذلك لا يعد حينئذٍ نقول: محمد فيه وجهان الرفع، والجر، إما الجر على أنه بدل من خير، وبدل المجرور مجرور وهو عطف بيان، وإما أنه مرفوع على أنه خبر لمبتدأ محذوف هو محمدٌ، وأما النصب هذا لا يتأتى هنا البتة [والنصب مفعول أمدح، لكن الرسم لا يساعد النصب، والرفع أرجح معنًا ليناسب ارتفاع رتبته - صلى الله عليه وسلم -] الرفع، يعني: هو محمدٌ أنسب من قوله: (مُحَمَّدٍ). والجر أنسب من الرفع، الصحيح نقول: الجر أنسب من الرفع. لماذا؟ بناءً على قاعدة عند النحاة والبيانيين وهي: أن ربط الكلام بعضه ببعض وجعله مترابطًا في سياقٍ واحدٍ أولى من فصل الجمل، لأنك إذا قلت: بخير محمدٍ. جعلته كأنه جملة واحدة جعلت الكلام سياقًا واحدا، إذًا أوله وأوسطه وآخره في سياقٍ واحد، وأمَّا إذا قلت: هو محمدٌ. قطعت الكلام، إذًا نقول: تعداد الجمل ليس أولى من وصل الجمل بعضها ببعض، حينئذٍ يكون (مُحَمَّدٍ) أرجح من محمدٌ، وأما المعنى هنا فهو معلوم من كونه نبيًّا رسولاً ومرفوع بنبي (قَدْ أُرْسِلاَ) نقول: هذا دل على ما ذكره الشارح هنا (ليناسب ارتفاع رتبته - صلى الله عليه وسلم -) نقول: ارتفاع الرتبة هنا مأخوذ من كونه نبيًّا ومن كونه رسولاً، [(سَيِّدِ) يطلق لمعاني منها متولي السواد، أي: الجيوش العظيمة]، (مُحَمَّدٍ سَيِّدِ) هذا بدل كل من الكل (سَيِّدِ كُلِّ مُقْتَفَى)، [(مُقْتَفَى) اسم مفعول، أي: متبع من الأنبياء والعلماء، وإذا كان سيد كل متبوع لزم أن يكون سيد التابعين من باب أولى] وأحرى وهو كذلك، إذًا (كُلِّ مُقْتَفَى) (مُقْتَفَى) أي: متبع، سيدِ كل متبع، وإذا كان سيد المتبعين صار سيد التابعين من باب أولى وأحرى وهو كذلك، [(العَرَبِيِّ) نعتٌ لمحمد، أي المنسوب إلى العرب] فالياء فيه ياء النسب [وهم بنو إسماعيل عليه الصلاة والسلام (الهَاشِمِيِّ) المنسوب إلى هاشم جد النبي - صلى الله عليه وسلم - الثاني] هاشمي الياء هذه ياء النسب (المُصْطَفَى) اسم مفعول أي [المختار من سائر المخلوقات وهو أفضلهم على الإطلاق] نعم. [بإجماع من يعتد بإجماعه، ولا يخفى حسن تقديم العربي على الهاشمي والهاشمي على المصطفى لأنه من باب تقديم العام على الخاص كالحيوان الناطق] ولو لم يمثل هذا لكان أولى [كالحيوان الناطق]، [الحيوان] هذا عام و (الناطق) هذا خاص، كذلك هنا قال: [العربي على الهاشمي والهاشمي على المصطفي] العربي عام يشمل الهاشمي وغيره، أليس كذلك؟ حينئذٍ يكون [من باب تقديم العام على الخاص]، [وهذا إشارة إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم، فأنا خيار من خيار من خيار»] وهذا واضح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015