قال الناظمُ رحمه الله:

42. ذَاكَ الأَمِينُ المُجْتَبَى لِكِتَابَةِ الـ ... ـوَحْيِ المُنَزَّلِ ذُو التُّقَى وَالسُّؤدَد

ذكر الناظم رحمه الله في هذا البيت بعضاً من المناقب والفضائل التي اشتهر بها معاوية رضي الله عنه، فقال: «ذَاكَ» إشارة إلى مَن سماه «ابنَ هِنْدٍ» وهو معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، «الأَمِينُ المُجْتَبَى» وصفه هنا بالأمانة، وحقاً إنَّه لأمينٌ، ودلَّل على ذلك بأنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم اجتباه واختاره «لِكِتَابَةِ الوَحْيِ المُنَزَّلِ» وهو القرآن، وهذا أدلُّ دليلٍ على أمانته رضي الله عنه، وهذه فضيلةٌ عظيمةٌ لمعاوية رضي الله عنه تدل على عظيم صِلَتِهِ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم وعلى منزلتِه عنده، ولهذا اختاره لهذا الشأنِ العظيمِ، ثم صار بعد ذلك بمنزلةٍ عاليةٍ عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.

وقوله: «ذُو التُّقَى وَالسُّؤدَدِ» هذا تأكيدٌ لما قبله، فهو رضي الله عنه من المؤمنين الصالحين المتقين، وهو -أيضاً- ذو سؤدَدٍ ومكانةٍ عاليةٍ بين قومه وعشيرته، وله من الأخلاقِ الكريمةِ والصفاتِ الحميدةِ ما اشتهر به، من الحِلم وحُسن النَّظَرِ والحنكة والقدرة العظيمة في سياسة الأمة، حتى ذُكِر عنه أنه قال: «لو كان بيني وبين النَّاس شَعْرَةٌ لم تنقطع، إن أرخوها شَدَدْتُها وإن شدُّوها أَرْخَيتُهَا».

وقد أثبت رضي الله عنه بإمرته إدارةً عظيمةً، ومن خير ما حصل في عهده أنَّه جيَّشَ الجيوش وركبوا البحر، ففي عهده وقعت أولى الغزوات البحرية، حيث غزا بلاد الروم مرتين، وهذا مما يُحتسب له رضي الله عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015