فالأشاعرة يقولون: كلام الله هو معنى نفسيٌّ واحِدٌ قديمٌ.
فقولهم: «هو معنى نفسيٌّ»: يعني ليس بحرفٍ ولا صوتٍ.
وقولهم: «واحدٌ»: يعني ليس فيه تَعَدُّد.
وقولهم: «قديْمٌ»: يعني ليس بمشيئته سبحانه وتعالى، بل هو لازمٌ لذاته كحياته.
وفي المسألة مذاهب أخرى، وكل هذه المذاهب الكلامية فيها حقٌّ وباطلٌ، والمذهبُ الحقُّ الخالصُ من الباطلِ هو مذهب أهل السنة والجماعة، فحقيقة مذهبهم أنَّ الله تعالى لم يزل يتكلَّم إذا شاء بما شاء كيف شاء، فكلامه عزَّ وجلَّ قديمُ النَّوع حادِثُ الآحاد، فالله سبحانه نادى الأبوين آدم وحواء (?)، ونادى كليمه موسى عليه السلام (?)، ونادى خاتم رسله وخيرة خلقه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (?)، وهو سبحانه ينادي ملائكته أو من شاء من ملائكته (?)، وأخبر سبحانه أنه ينادي المشركين مُوبِّخَاً لهم يوم