وهنا ينبغي أن يُعلم أن نفي الحلول لا يستلزم نفي العلو عند نفاته؛ لأنَّ منهم من يقول إنه تعالى لا داخل العالم ولا خارجه.

وقد اختلفت النُّسَخ في رواية هذا البيت، فمنها ما تقدم الشرح عليه من قول الناظم: «قُلتُ: الأَمَاكِنُ لا تُحِيطُ بِسَيِّدَي» ووقع في بعض النسخ: «فَأَجَبْتُ: بَلْ في العُلْوِ مَذْهَبُ أَحمدِ» وهذه الرِّوَاية أدَلُّ على المعنى الحقِّ من الرِّوَاية الأولى؛ لأن فيها التصريح بعلو الله على خلقه دون الرواية الأولى، فهي محتَمِلةٌ، كما سبق التنبيه عليه.

قال الناظمُ رحمه الله:

18. قَالُوا: أَتَزْعُم أَنْ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى؟ ... قُلتُ: الصَّوَابُ كَذَاكَ أَخْبَرَ سَيِّدِي

قوله: «قَالُوا: أَتَزْعُم أَنْ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى؟» يعني: إذا كنتَ تقول إن الله تعالى لا تحيط به الأمكنة، فكيف تزعم أنه على العرش استوى؟ يعني: هل تزعم أن الله فوق المخلوقات؟

«قُلتُ: الصَّوَابُ كَذَاكَ» أي أنَّ الصواب ما ذُكِرَ، وهو أنه سبحانه مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وكماله.

وقوله: «كَذَاكَ أَخْبَرَ سَيِّدِي» أي كذاك أخبر ربي عز وجل أنه مستوٍ على العرش.

وقد أخبر الله سبحانه وتعالى أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من القرآن، في سورة الأعراف، ويونس، والرعد، وطه، والفرقان، والسجدة، والحديد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015