أسماء الله عز وجل، وأما على سبيل الإخبار فيصح إطلاقه على الله عزَّ وَجَلَّ، فيقال: (الله قديمٌ) بمعنى: أنه لا بداية لوجوده (?).

وقول الناظم رحمه الله: «قُلتُ: كَذَاكَ لَمْ تَتَجَدَّدِ» يعني: أن صفاته كذاته قديمةٌ لم تتجدد، وفي هذا الإطلاق نظر، فإن صفات الله نوعان:

1. صفاتٌ قديمةٌ لا بداية لها كذاته، وهي ما يسمَّى في اصطلاح أهل العلم بـ «الصفات الذاتية»، وهي: الصفات اللازمة لذاته التي لا تنفك عن ذات الرب ولا تنفك عنها الذات ولا تتعلق بها المشيئة، مثل: حياته سبحانه، فحياة الله قديمة، وعلمه قديم، وسمعه قديم، فإنَّه سبحانه لم يزل سميعاً، ولم يزل بصيراً، ولم يزل عليماً، ولم يزل عزيزاً، ولم يزل حَيَّاً قَيُّومَاً .... إلخ.

2. صفاتٌ فعلِيَّةٌ، وهي: الصفات التي تتعلق بها المشيئة، كما نقول: إنه تعالى ينزل إلى السماء الدنيا إذا شاء، واستوى على العرش حين شاء، وهو يعطي إذا شاء، ويمنع إذا شاء، ويؤتي المُلْكَ مَن يشاء وينزعه ممن يشاء، هذه أفعالٌ متعلقةٌ بمشيئته سبحانه.

ومن الصفات أيضاً: صفاتٌ ذاتِيَّةٌ فعلِيَّةٌ، فهي قديمَةٌ من وجهٍ، حادِثَةٌ من وجهٍ آخَرَ، ومثاله: الكَلامُ والخَلْقُ، فإنَّه سبحانه لم يزل متكلِّماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015