قال الناظمُ رحمه الله:
يقول رحمه الله: «وَاعْلَمْ» أي: يا طالب العلم، وهذا يُعَبِّرُ به عن ما قصد إليه في هذه المنظومة، وتصديرُ المؤلِّفِين كلامهم بقول: «اعلم» يدل على أهمية ما يأتي بعده.
قوله: «قَدْ نَظَمْتُ مَسَائِلاً» أي: من مسائل الاعتقاد.
وقوله: «مَسَائِلاً» هي بالتنوين من أجل الوزن، وإلا فـ «مسائل» من صيغ منتهى الجموع، وهو لا ينصرف.
وقوله: «لَمْ آلُ فِيهَا النُّصْحَ» أي: لم أُقصِّر فيها، بل اجتهدتُ في نظمها نصحاً للعباد.
وقوله: «غَيرَ مُقَلِّدِ» أي: أنا فيها متَّبِعٌ غير مقلِّد فيها لأحدٍ.
فالناظمُ رحمه الله وإن ذكر أنه مقتفٍ لنَهْجِ الإمامِ أحمدَ إلا أنَّه متَّبِعٌ له لا مقلِّدٌ له، وفَرْقٌ بين «الاتباع» و «التقليد».
فـ «الاتباع»: هو الموافقة والاقتداء بالسَّلَف الصالح في منهجهم الواضح عن بَيِّنَةٍ ومعرفةٍ وبصيرةٍ بما هم عليه، فالاقتداء بالعالم إنما هو باتباع منهجه -بعد معرفة أنه على الحق- والانتفاع بفهمه وبيانه وروايته، وهذا ليس بتقليد بل هو اتباع.
وأما «التقليد»: فهو قبول القول بغير حجة، يعني: تقليدٌ أعمى.
فالناظم بهذا يتبرأ من التقليد، وهذا شيءٌ طيِّبٌ، وهكذا ينبغي لطالب العلم أن يكون مقتدياً بالسلف الصالح وبالأئمة على بيِّنَةٍ وعلى بصيرة، لا يكون مقلِّداً لأحد من الناس، فلا يقول بالقول الفلاني لأن الإمام المعيَّن الذي يُعَظِّمُه يقول به، بل عليه أن يكون مُتَّبِعَاً