ثم قال رحمه الله: [فعل مضارع يلي لم كيشم].
هنا شرع المؤلف في بيان العلامات الخاصة لكل نوع من أنواع الأفعال، وأنواع الأفعال الثلاثة: مضارع وماض وأمر.
وعلامة الفعل المضارع الخاصة به (لم)، فكل كلمة تقبل لم فهي فعل مضارع.
قوله: (فعل مضارع يلي لم كيشم).
في إعراب هذا الشطر إشكال؛ لأنه قال: (فعل) فبدأ بالنكرة، والمعروف أن البداءة بالنكرة لا تصلح؛ لأن المبتدأ لابد أن يكون معرفة لأنه محكوم عليه، والنكرة لا يحكم عليها.
و صلى الله عليه وسلم أن هذه نكرة وصفت، وإذا وصفت النكرة تخصصت.
وهنا نسأل: لماذا سمي المضارع مضارعاً؟ قالوا: إن المضارعة هي المشابهة، والفعل المضارع يشبه اسم الفاعل في حركاته، فمثلاً: (قائم) يشبه في حركاته (يقوم)، كذلك (يستغفر) يشبه (مستغفر)، فقالوا: إنه يشبه الاسم فلهذا سموه مضارعاً.
وقوله: (يلي لم كيشم) من الشم، وهو الحاسة المعروفة في الأنف، فإذا قلت: فلان يشم الريحان كانت (يشم) فعلاً مضارعاً.
يقوم: فعل مضارع لأنه يجوز أن تدخل عليه (لم) تقول: لم يقم.
يضرب: فعل مضارع، تقول: لم يضرب.
يفعل: فعل مضارع، تقول: لم يفعل، قال الله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا} [البقرة:24].