ثم عيّن موضع عمل لات فقال: «وَمَا لَلاتَ في سِوَى حِيْنٍ عَمَلْ». يعنى أن عَمَلَ لات مختصّ بالحين لا يتجاوزه، يريدُ قياسًا، فإنه قد جاءَ شاذًا عملهُ في غير الحين، ففي الحماسة من قول التميمىّ:
لَهْفِى عليكَ لِلَهفَةٍ من خائِفٍ
يبغي جوارَكَ حين لات مجيرُ
فمجير هنا ليس بحين، والحين: الوقت، فهذا شاذّ، والشائع عمله في الحين، نحو قول الله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ منَاصٍ}. وأنشد الفراء قال: أنشدني المفضّل:
تَذَكّر حُبّ ليلى لاتَ حينا
وأضحى الشيبُ قد قَطَعَ القَرينا
ولا يريد خصوصَ لفظ الحين، بل الزمان مطلقًا. وعلى ذلك حُمِل قولُ سيبويه: «وذلك مع الحين خاصّة». وقال ابن عصفور: «من حَمَله على أنه يريدُ بقوله «لا يكون إلا مع الحين»: -الحاء، والياء، والنون- فخطأ؛ فقد جاء عملها في غيره؛ أنشد الفراءُ:
طَلَبُوا صُلْحنا ولات أوانٍ
فأجبنَا أَنْ لَيس حينٌ بقَاءِ