عليها». فهذا الكلام الثاني كالأول، إلا أن ابن خروف والسيرافي إنما حملاه على إعمال ليس في الرفع والنصب، ودلّ على ذلك من كلام سيبويه نصبه «أفضل» في قوله: لا أحدٌ أفضلَ منك.
وذكر ابن الباذش أن الضبط فيه «أفضلُ» بالرفع. وردّ عليه الأبذى هذا الضبط وقال: إنه تعصّبٌ لنصرة ما فهمه مكابرةٌ للجمهور في الرواية. وليس كما قال الأبذىّ. بل هما روايتان ثابتتان في الكتاب، فرواية النصب للرباحي، ورواية الرفع في النسخة/ الشرقية. هكذا رأيته في نسختى وكانت مقابلةً بنسخة ابن خروف التى أثبت فيها رواية النسخة الشرقية، وهو مما يعتمدها ويُفَسِّر عليها، ويذكر في شرحه الكتاب -واياتها وزيادتها. وإذا ثبت ذلك لم يكن اعتمادُ ابن الباذش على رفع «أفضل» تعصُّبًا، وإنما يبقي ترجيحُ إحداهما على الأخرى. ولا شك أنّ الجمهور على رواية النصب، فهوى أولى، وسيأتي ما في كلام سيبويه ورأيته في باب لا، إن شاء الله. فالأظهر ما ذهب إليه الناظم.
واعلم أنه لما قدّم أن «ما» لا تعمل عمل ليس إلا بشروطٍ ذكرها، وأخبر هنا أن لا أُعمِلت أيضًا عمل ليس، لزم من ذلك -ولا بدّ- أن يكونَ حكمُها في اشتراطِ تلك الشروط حكم -ما، ولم ينصّ على ذلك في لا، ولا ما بعدها، عِلْمًا بأن الفَرْعَ لا يقوى قُوّةَ الأصل، والمشبّه لا يكون في درجة المشبّه به، وقدّم ذلك في «ما»، فظهر بذلك جريان حكم الاشتراط في غير