والخبر، ويدخلون الباء في الخبر لتأكيد النفي. ثم حكي عن الفراء أنه قال: أنشدتني امرأة:
أما والله أَنْ لو كُنت حُرًا
وما بالحرِّ أَنتَ وَلا العَتِيِق
قال: فأدخلت الباء فيما يلى ما، فإن ألقتها رَفَعَت. أنتهى
وقد أنشد سيبويه للفرزدق، وهو تميمي:
لَعَمْرُكَ ما مَعْنٌ بِتَارِكِ حقّه
ولا مُنْسِئٌ مَعْنٌ ولا مَتَيسِّرُ
وهو كثير في أشعارهم لمن بحث عنه.
والثانى: أن الباءَ إنما دخلت على الخبر بعد ما لكونه منفيا، لا لكونه خبرًا منصوبًا، ولذلك دخلت في خبر «لم أكن»، ولم تدخل في «كنت». وإذا ثبت أن المسوغ لدخولها إنما هو النفي فلا فرق بين منفيّ منصوب المحلّ، ومنفيّ مرفوع المحل.
والثالث: أَنّه قد ثبت دخول الباء مع إبطال العمل، ومع أداةٍ لا عمل لها البتة، نحو قوله:
لَعَمْرُكَ مَا إِنْ أَبُو مَالكٍ
بِوَاهٍ ولا بضعيف قُواه