لا يصحُّ في لغة أهل الحجاز البتّةَ، أعملوا أو لا. فالظاهر أنه غير محتاج إليه إن كان قصده.

فالجواب: أنه يحتمل أن يقصد ذلك، لكن من حيث إِنّ أهل الحجاز لا يتكلمون بنحو: ما طعامَك زيدٌ آكلًا، من غير نظر إلى سبب المنع، بل بالنظر إلى محصول الحكم. ولا شَكّ أن الحكم كذلك.

ويُحَتملُ أَنْ لم يقصِدْ إلا التنبيه على ترتيب الخبر على المبتدأ خاصّةً، وأما معمول الخبر فقد نَبّه عليه قبلُ، وإنما ذكر معمولَ الخبر -إذا كان ظرفًا أو مجرورا- لجوازه على الجملة، ولما سَيذكر على أَثَرِ هذا إن شاء الله. أو يكون إنما نبّه في باب كان على تقديم المعمول المختصّ بالباب، ثم ذكر في باب «ما» ما يختص بالباب من ذلك، وترك ذكر ذلك إِنّ إِحالةً على استعمال القياس. والله أعلم.

فإذا اجتمعت هذه الشروط فحينئذ تعمل ما عند الحجازيين فتقول: [ما زيدٌ منطلقا، وما زيد ضاربًا عمرًا] ومنه في القرآن: {مَا هَذا بَشَرَا} و {مَا هُنّ أُمهاتِهِمْ}. وأكثر ما وُجِد [مجرورًا بالباء]، قال الأصمعي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015