تنبيهًا على مالم يذكره, فكأنَّه قال: إن أنواع الشَّبَه متعددة منها هذه, ويحتمل أن يريد أن وجوه الشَّبه وإن تعددت معاقدها هذه الأربعة, فكل ما يذكر دونها فإليه يرجع من جهة المعنى.
والوجه الأول: أسعد بلفظة من جهة اتيانه فيها بالكاف التَّشبيهية؛ لأن المعهود في الكلام إذا قيل في التمثيل: مثل كذا, أو قولك: أو كذا أو نحو كذا, أن تريد التنبيه على أشياء لم تُذكر وإلا فقد كان الوجه الأول أن يقول: في كذا وكذا, ولا يقول في مثل كذا.
فقوله: (كالشَّبَهِ الوَضْعِيَّ ... وَكنَيَابَةٍ عن الفعل .. وكافتقار أُصلًا) تنبيه على أشياء لم يذكرها, والكاف هنا نظيرة من جهة المعنى لقوله في باب الابتداء - صحين ذكر أوجهًا من الابتداء بالنكرة -: (ولْيُقَس ما لم يُقل) وأما الوجه الثاني: فهو -وإن كان مرجوحًا - محتمل في لفظه, وتكون الكاف داخلةً باعتبار تعدُّد المُثُل المذكورة, لا باعتبار مالم يذكره, وقد يفعلُ مثل هذا المتأخرون. ألا ترى إلى قول ابن الحاجب في كتابه "الفقهي": الصّام الواجب مع إدخال الكاف, لأن صيام التمتع في الحج وصيام فدية الأذى وجزاء الصيد داخل ذلك كله في الكفارات فيمكن أن يكون الناظم فعل مثل هذا.
فإن أراد الوجه الأول فلِشَبَه الحرف أنواع أُخر. منها: سقوط موجب