ولم يذكر بين أىّ الأشياء يتوسط؛ علما بأن ليس إلا الفعلُ ومرفوعه. فنقول على هذا: كان قائما زيدٌ، وأصبح منطلقا أخوك، وما زال راشدًا أبوك. وما أشبه ذلك. ومنه قول الله تعالى: {وكانَ حَقًا علينا نَصْرُ المُؤْمِنين}
وفي قوله: -وفي جميعها» -فَعَمّ بالنصّ وقَدّم- تنبيهُ وتنكيتٌ:
فأما التنبيهُ فهوَ لما فيها من الأفعال غير المتصرِّفة، فإن الوهم قد يسبق إلى أن ما لا يتصرف منه -وذلك ليس وما دام- يقصر عن أن يتصرّف في معموله، فرفع الإيهام بتعميم (جميع) الأفعال، تنبيهها على إدخالها قصدًا في هذا الحكم، فتقول على هذا: ليس قائمًا زيدٌ، ولا أكلِّمك ما دام صديقَك زيدٌ من ذلك ما أنشده في الشرح:
سَلِى -إِنْ جَهِلْتِ- النّاسَ عَنّا وَعَنْهُمُ
فَلَيْسَ سَوَاءً عَالمٌ وجَهُولُ
وأنشد في دام:
لَا طِيبَ لِلعَيْشِ مَا دامَتْ مُنَغّصَةً
لَذّاتُهُ بِادِّكَار المَوْتِ والهَرَمِ
وأما التنكيت فعلى من خالف ما قَرّر، وذلك أّنّ منهم من ذهب في جوازٍ