[ثم قال]:

وَغَيْرُ مَاضِ مِثْلَه قَدْ عَمَلَا

إِنْ كَانَ غَيرُ الماضِ مِنْهُ اسْتُعْمِلَا

نَبَّه في هذا الكلام على أن هذه الأفعال لا يختصً عملها بالماضى، وهو الذى ذّكر، بل يعمل أيضًا المضارعُ منها والآمر. وكذلك اسم الفاعل والمصدر، فتقول: يكون زيد قائمًا وكُنْ -يا زيدُ- عاقلًا، وفي الحديث: «كُن أبا خَيْثَمَةَ. فَكَانه». «وكُنْ عبد الله المقتولَ، ولا تكون عبدَ اللهِ القاتلَ». وفي القرآن الكريم: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا} وكذلك اسم الفاعل نحو: هو كائنٌ أخاك، والمصدر نحو: أَعجبني كونُ أَخِيك في الدار، وما أشبه ذلك. وهكذا سائر الأفعال نحو قوله:

ويُضْحِى فتيتُ المِسْكِ فوقَ فراشها

ويُصْبِحُ ملقىً بالفناءِ إِهابُها

وأضْحَ -يا زيدُ- سائرًا، أو أَصْبِحْ مفطرًا، وكذلك صار وأمسى وظلَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015