وهذا النفي قد يكون ظاهرًا كما تقدّم، وقد يكون مقدّرًا -ويَنْتظمه كلامُ الناظم؛ إذ لم يُعيِّن أحدهم دون الآخر-، ومثاله في القسم: {قَالُوا تَاللهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ}، أي: لا تفتأُ، وفي الشعر قولُ الكنديّ:
فقلتُ: يمينُ الله أبرحُ قاعِدًا
ولو قطعوا رأسي لديْكَ وأوْصالي
وقال الآخر:
تنفكُّ تسمعُ مَا حَيِيتَ بِهَالِكٍ حَتّى تَكُونَهْ
وأما شبه النفي فالنهي، نحو: لا تَزَلْ قائمًا، وأنشد في الشرح:
صاحِ شَمِّرْ ولا تَزَل ذاكِرَ الْمَوْت فنسيانهُ ضلالٌ مبينُ
وكذلك: لا تَبْرحْ سائرًا، ولا تنفكّ ضاحِكًا، ولا تفتأُ مسرورًا، وما أشبه ذلك.
والضرب الثاني: اشترط في عمله تقدُّم ما المصدرية الظرفية عليه، وذلك قوله: (ومثلُ كان دامَ مَسْبوقًا بِما) كائنةً على هذه الصفة التي بيّنها المثال وهو: (أعطِ ما دُمتَ مُصيبًا درهمًا) فقيّد (ما) بأن تكون مصدرية تَحَرُّزًا من