زيد قائم، أو مُصَلّ في الدار، فليس هذا بمنوىّ معه معنى الاستقرار، فلا يكون خبرًا للمبتدأ، دلّ على المراد دليلٌ أو لم يدلّ. وهذا كله ظاهر/.
لكن فات الناظم من هذا مسألةٌ يقتضى كلامُه فيها الجوازَ وليست بجائزة، وذلك إذا أخبرت عن المبتدأ بظرفٍ مقطوعٍ عن الإضافة نحو: القتالُ قبلُ، وقيامُك بعدُ، بخلاف ما إذا أضفتَ فإنّ وقع الظرف خبرًا جائزٌ، فتقولُ: القتالُ قَبَل يوم الجمعة، وقيامُك بعدَ قيامي، وما أشبه ذلك. نصّ على ذك سيبويه، قال السيرافيّ: «ولا أعلم له مخالفًا». فمثل هذا يدخل تحت قوله: «نَاوِينَ مَعْنى كائِنٍ أَوِ استقرّ»؛ فإن تقدير هذينن مع القطع عن الإضافة وعدمه سواءٌ، فعليه المعنى. ولا يقال: إِنّ إنما أخبر عما فعلت العرب بقوله: «وأخَبروُا»، ومثل هذا الكلام إنما يصدُق على ما قالت لا على ما لم تقله، فلا اعترضا عليه؛ لأنا نقول: إن سُلِّم عودُ الضمير على العرب لا على النحويين، ففي ضمنه أنّ ذلك قياس لا يوقف منه على المسموح، ولهذا أتلى بالمسألة لا للإخبار عما فعلت العرب، وعلى هذا القصد توجّه الاعتراض، فلو صرّح بالقيد هنا ولم يشر إليه كما صرّح به في التسهيل لدخل له نحو: قيامك قبلُ، في غير التام، لكنه