لموافقته لوزن الفعل مع لحاق الضمير وكذلك "هبى" و "ياي" لموافقتهما دعى ورامي بخلاف هجدا وهِجِدْنَه وما أشبه ذلك، فإن تعارض الدليلين فيها قائم، واحمل على هذه الأشياء ما كان مثلهما.
وأما قوله: (وأتت) فهو معطوف على فَعَلَت، أي وبتاء أتَتْ، يعني أن التاء اللاحقة آخر الكلمة على الصفة التي هي عليها في أتت من كونها ساكنة لازمة للسكون في أصلها، تدل على أن تلك الكلمة فعل لا اسم ولا حرف، ومثال ذلك قامت هند وقعدت وأكلت وما أشبه ذلك، ويدخل له في حكم الفعلية بهذه الخاصة "نعم" و "بئس" و "ليس" و "عسى"، لأنك تقول: نعمت المرأة هند، وكذلك بئست وليست وعست، ولا يدخل عليه رُبَّتْ وثُمَّتْ من الحروف، لأن هذه التاء غير لازمة للسكون بل الأكثر فيها الفتح، فهي غير الأولى المقيّدة بالسكون اللازم الذي أعطاه المثال.
وقوله: (ونون أقبلن) يعني أن النون اللاحقة في آخر أقبل هي من خواص الفعل أيضا، تدل على أن أقبل وما أشبهه مما يصح لحاقها له فعل، وهي نون التوكيد، ونون التوكيد على نوعين: شديدة وخفيفة، فالشديد: هي الممثل بها، وفي معناها الخفيفة، فكلتاهما معطية للمقصود من التمييز، وهذه النون تدخل على الفعل الماضي وذلك قليل، وتدخل على الفعل المضارع وفعل الأمر، فمثال الأول قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإما ادركن أحمد منكم الدجال .. الحديث"، فلحقت "أدرك" وهو ماض، وكذا ما أنشده في "شرح التسهيل":