والثاني: ترك نقل حركة التاء بل تحذفها، فإذا التقى ساكنان السين والتاء كسر السين لالتقاء الساكنين، فتقول: ستر، وفي المضارع: يستر، وفي الفاعل: مستر، وفي المفعول: مستر، والمصدر: ستارا، كالأول في اللفظ والتقدير مختلف، فحركة السين في الأول حركة التاء المنقولة، وهي في الثاني حركة التقاء الساكنين. وهذان الوجهان هما الأصل في هذا العمل.
وثم وجه ثالث وهو كسر التاء إتباعا لكسرة السين فتقول: ستر، وفي المضارع: يستر، وفي اسم الفاعل: مستر- كالذي قلبه- ولا يتصور هذا في اسم المفعول ولا المصدر.
وعلى الوجه الأول قوله تعالى: {وجاء المعذرون من الأعراب}، أصله: المعتذرون، وقوله تعالى: {تأخذهم وهم يخصمون} في قراءة ابن كثير وورش وهشام، وقرئ في غير السبع: {بألف من الملائكة مردفين}.
وعلى الوجه الثاني، والثالث جاء في قوله تعالى: {وهم يخصمون} في قراءة عاصم والكسائي وابن ذكوان. وفي غير السبع: (مردفين).
وعلى الوجه الثالث جاءت قراءة الحسن: (إلا من خطف الخطفة).
وبعد هذه الأوجه العامة جاءت أوجه أخر لا حاجة إلى ذكرها إذ لم يذكر الناظم منها شيئا، بل أهمل الوجه في الإدغام كما ترى، ففسر بما يمكن أن يقصد ذكره في هذا النظم. ولو أشار إلى شيء من هذه الوجوه لكان الاستيفاء لائقا بالشرح، فتركته حين تركة.