الحديث، إلا أنه شاذ لا يسوغ القياس عليه". وروى الفارسي بإسناده إلى يعقوب: يقال: رأيته من كثب ومن كثم"، أي: من قرب. فوجه البدل أنه يقال: أكث بلك الأمر، أي: قرب. ولم يقولوا: أكثم. ومنه أيضا قول الشاعر، أنشده ابن جني:
فبادرت شربها عجلى مثابرة ... حتى استقت، دون محنى جيدها، نغما
قال ابن الأعرابي: أراد نغبا. قال ابن جني: وهو عندي كما قال.
وأما إبدالها من النون- وهو الذي أخذ الناظم في ذكره- فإن إبدالها (منها) على قسمين:
أحدهما: ما كان موقوفا على السماع لقلته، ومنه قول رؤبة:
يا هال، ذات المنطق التمتام ... وكف المخضب البنام
أراد: البنان، فأبدل النون ميما حرصا على موافقة الروي. وقال ابن جني: قرأت على أبي علي بإسناده إلى يعقوب قال: (قال) الأحمر: يقال: