استثبِتوا وهو أمرٌ للجماعة من الناس بالاستثبات وهو طلب تحقيق الأمر
والثبات فيه ومثله يا زيدُ اضرِبْ واخرُجْ ثمَّ ارجِعْ ونحو ذلك
وقوله «سَابِقٌ» سابقٌ تبيينٌ لموضعه ليس بتحرُّزٍ من شيء إذ ليس
له ما يدخل عليه مما يخرج بقوله «سَابِقٌ» لو قلت: للوصل همزٌ لا يثبتُ
إلا إذا ابتُدئَ به إلا أنّ بيان موضعه هو الوجه الأحقّ
وقوله «ابْتُدِيْ بِهِ» أصله: ابْتُدِئَ بِهِ بالهمز ثم سهّل الهمزة بالإبدال
فصار ابتُدِيَ ثمَّ سكَّن الياء ضرورة إما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف
وإما لأنه استثقل الفتحة على الياء كالضمة والكسرة وإن كانت لا تُستثقَلُ في
الحقيقة ومثله في حركة الإعراب في النظم قولُ الشاعر أنشده ابن جني
وغيرُه
كأنَّ أيديْهِنَّ بالقاع القَرِق ... أيدي جَوارٍ يتعاطَيْنَ الوَرِق
ثم يبقى النظرُ في قوله «لِلْوَصْلِ هَمْزٌ» ما المراد بالوصل هنا؟
والذي يظهرُ أنَّه** مرادُه من جهة معنى كلامه وقُوَّتِه: أنه التوصُّلُ إلى النطق
بالساكن وهذه هي فائدةُ الإتيان بهذه الهمزة فكأنه يقول: للتوصل إلى
[476]