لأنه القصير فهو مشتق من الحَط قال سيبويه «لأنّ الصغير
محطوط» والظاهر أن الهمزة هي الزائدة بنفسها إذ لم يثبت هنا
كونها بدلا من شيء* وكذلك النئدلان* همزته زائدة اعتبارا بالنظير وهو
النَّيدُلان
وأما الميم ففيها من المُحتمِلِ قولهم مِجَنٌّ والظاهر فيه أن الميم زائدة
وأن وزنه مِفْعَلٌ لوجهين أحدهما ظهور اشتقاقه من الجُنَّة بخلاف ما لو
اشتق من مَجَن إذا صَلُب فإنه اشتقاق ضعيف والثاني كثرةُ زيادة الميم
أولا إذا أمكن أن يكون بعدها ثلاثة أحرف أصول ولذلك جعل سيبويه موسى
مُفْعَلا وإلى هذا مال الزبيدي وهو كان أليق بمذهب سيبويه إلا أنه جعل
الميم أصلية ووزنه فِعَلٌّ كخِدَبّ وخالفه فيه طائفة
ومن ذلك مَأْجِجٌ ومَهْدَد فرأى سيبويه أصالة الميم استدلالا بظهور
التضعيف لئلا يكون ظهوره من ترتيب حكم على غير سبب إذ
الواجب مع فرض الزيادة الإدغام كمكرّ ومفرّ ومردّ فإذا اعتقد الأصالة
في الميم كان ظهور التضعيف للإلحاق بجعفر
ومما تخلّف فيه بعض الشروط إلا أنه قام الدليل على زيادته قولهم
الدُّلامِص على قول الخليل لأنه من الدِّلاص وهو البَرَّاق والدُّلامِص
البراقُ وقالوا دَمالص ودُلِمَصٌ ودُمَلِصٌ
[465]