يصلح للجملة نحو: "لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة" وهذا المنزع ذهب إليه القرافي، واستحسنه ابن هانئ من شيوخ شيوخنا، وهم في ذلك مخالفون لجميع النحويين، فليس الإسناد عندهم إلا على وجه واحد وهو الإسناد الحقيقي فكل لفظ أسند إليه إنما أسند غلى معناه إذا قلت: زيد قائم، فإسناد القيام إنما هو لمدلول زيد، لا لمجرد لفظه، والتقدير عندهم ذو زيد قائم، أي مدلول هذا اللفظ قائم، ثم يتسعون فينسبون الإسناد إلى اللفظ مجازا، وكذلك الحال إذا قلت: قام فعل ماض، فعبارتك لفظ مدلوله الفعل المعلوم الذي قام الدال على الحدث والزمان الماضي، وليس الفعل هو نفس عبارتك، بل هو مدلولها، وكذا القول في سائر البا.
وإذا تقرر هذا فالإسناد في كلام الناظم هو الحقيقي بلا بد، لأنه جعله من خصائص الاسم، فهو بذلك موافق للناس، ومخالف لمذهبه