فذكر سيبويه وغيره أن الهمزة متى ما وقعت أولا وأمكن جعلها زائدة
قضي بذلك حتى يدل دليل على الأصالة كأفكل مثلا يقضى على همزته
بالزيادة وإن لم نعرف له اشتقاقا ولا تصريفا يدل على زيادتها قال لأن
ما عرف اشتقاقه فقضي فيه بزيادة الهمزة لا يحصى كثرة فتحمل همزة أفكل
على الأكثر فإذا لم تكن سابقة فالأكثر أصالتها فيما عرف اشتقاقه
أو تصريفه فليُقضَ بالحمل على الأكثر فيما لم يعرف له اشتقاق ولا تصريف
والشرط الثاني أن يكون بعد الهمزة ثلاثة أحرف أصول فلا بد منه
فإنه إن كان بعدها ما هو أكثر من ثلاثة أصول فلا بد من القضاء بأصالة
الهمزة وذلك كإصطبل فهو كجردحل لأن القاعدة أن بنات الأربعة لا
يزاد فيها من أولها إلا في الأفعال والأسماء الجارية عليها نحو مدحرج
وكإردخل واصطفلينة وإصفعندا وأُصطكمة وأَطربون الروم وكذلك
إبريسم إبراهيم* وإسماعيل همزاتها كلها أصول لو كانت عربيات ولذلك
رد المبرد على سيبويه في تصغيرهما بإسقاط الهمزة بريهيم وسميعيل وقال
القياس أُبيرية وأُسيميع وما قاله من القياس صحيح غير أن قول سيبويه
أصح في التصغير وقد تقدم بيان ذلك في بابه
[387]