وفي قوله «وَالْيَا كَذَا وَالْوَاوُ» إلى آخره إخبار بأن الياء والواو لا
تكونان أصلا في الأربعة كما تقدم وهذا صحيح لكنه قد يأتي أصلا فيها
قليلا وإن لم يكن الاسم مضاعفا وذلك قولهم ورنتل فالنون زائدة
لوجود شرط الزيادة وهو وقوعها ساكنة مفكوكة بين حرفين قبلها وحرفين
بعدها والواو أصلية لأنها لو كانت زائدة لكانت زيادتها أول الكلمة وذلك
غير موجود فلا يصح دعوى زيادتها أول الكلمة
فإن قيل وكذلك أيضا لا تكون أصلا في بنات الأربعة بغير تضعيف
فقد تعارض فيها أصلان فلم حكمت بأصالة الواو دون زيادتها؟
فالجواب أن جعلها أصلا أقوى لأنا قد رأيناها أصلا في بنات
الأربعة على الجملة وذلك مع التضعيف فنحن نجعلها أيضا كذلك مع فقد
التضعيف للضرورة وهذا أسرع من أن تزيدها أولا ولم نرهم زادوها
أولا بوجه من الوجوه وقد جعلوها أصلا في الأربعة في بعض المواضع وهو
التضعيف فجعلها أصلا أولى فتأمله
* * *
وَهَكَذَا هَمْزٌ وَمِيمٌ سَبَقَا ... ثَلَاثَةً تَأْصِيلُهَا تَحَقَّقَا
يعني أن الهمزة والميم يحكم بزيادتهما كما حكم بزيادة الألف والياء
والواو لكن لا مطلقا بل بثلاثة شروط
[385]