أحدهما ما يكون الساقط منه الثالث وهو الذي وقع فيه الخلاف

منصوصا ومثاله ما ذكر أولا ومنه أيضا كبكبه كبكبة وكبه كبا

وهما معا في القرآن فقال تعالى {فكبكبوا فيها هم والغاوون} وقال

تعالى {فكبت وجوههم في النار} وقالوا صرّ وصرصر صريرا

وصرصرة وصلّ وصلصل وعج عجعج وعين ثرة وثرثارة وهو باب

واسع

فأما تقرير الخلاف فيه فإنه من وجهين

أحدهما زيادة بالتضعيف من غير دعوى إبدال فذهب الكوفيون

الزجاج** من البصريين إلى أن الحرف الثالث زائد لسقوطه في بعض تصاريف

الكلمة وأن الكلمة ثلاثية وقد تقدم أن الذي يدل على الزيادة في الحرف

سقوطه في بعض تصاريف الكلمة فكذلك يقول هؤلاء ههنا ومذهب سائر

البصريين أن الحروف كلها أصول كالقسم الأول وسقوط الثالث لا دليل فيه

وذلك أن القائل بزيادته يلزمه أمران أحدهما خروجه عن باب واسع كثير

هو باب تقارب الألفاظ مع اختلاف موادها نحو سبط وسبطر ودمث ودمثر

وقد تقدم من ذلك أشياء كثيرة مع أن الحروف كلها أصول وسقوك الساقط

ليس بسقوط في الحقيقة وإنما تلك مادة أخرى فالقول بزيادة الساقط

يخرجه عن باب واسع والثاني دخوله فيما لا نظير له وهو تكرير الفاء

[343]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015